الأربعاء، 8 يونيو 2016

عاجـــــل: مباريات الدخول إلي سلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي و المفتشين التربويين للتعليم الثانوي التأهيلي و مفتشي المصالح المادية والمالية و مسلكي المستشارين في التوجيه و التخطيط التربويين 2016



مباريات الدخول إلي سلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي و المفتشين التربويين للتعليم الثانوي التأهيلي و مفتشي المصالح المادية والمالية و مسلكي المستشارين في التوجيه و التخطيط التربويين...

مباراة سلك التفتيش الابتدائي:
من هنــــــا

مباراة سلك التفتيش الثانوي:
من هنــــا

مباراة سلك التكوين مفتشي المصالح المادية والمالية:
من هنـــــــا

مباراة الدخول إلى سلك التخطيط والتوجيه مسلك مستشارين في التوجيه:
من هنـــــا

مباراة الدخول إلى سلك التخطيط والتوجيه مسلك مستشارين في التخطيط:
من هنـــــا




الثلاثاء، 7 يونيو 2016

الوثائق المطلوبة للترشح لمباراة الدخول إلى سلك تكوين أطر اإلدارة التربوية بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين


الوثائق المطلوبة لولوج سلك تكوين أطر الادارة التربوية بالمراكز الجهوية لمن التربية والتكوين:
يمكنكم تحميل كل الوثائق المطلوبة لهذا الغرض:
نص الاعلان

رسالة تزكية هنا:

نموذج طلب التريح

نموذج السيرة الذاتية

رسالة التحفيز

من يضمن تكافؤ الفرص في الاستحقاق الوطني أمام الظروف المناخية الصعبة ببعض جهات المغرب ؟؟؟






من يضمن تكافؤ الفرص في الاستحقاق الوطني أمام الظروف المناخية الصعبة ببعض جهات المغرب؟؟؟
        حين نتكلم عن الاستحقاق الوطني فلابد من استحضار أمر مهم ألا وهو مسألة تكافؤ الفرص، فجهات المملكة متنوعة وشاسعة ومتباينة على جميع الأصعدة، وفي هذا التباين لابد من التفكير جديا في مسألة التلميذ وظروف تقيمه، وذلك من خلال الحرص على توفير كل الآليات الضرورية لتمكينه على الأقال من الجو السليم لمرور الإستحقاق على ما يرام.
       فالشعار الذي رفعته وزارة التربية الوطنية المتمثل في تكافؤ الفرص، ورصدت له موارد لوجستية مالية وبشرية وتقنية مهمة، لضمان هذه المعادلة بين الممتحنين في مختلف جهات المملكة، خطوة مهمة ومثل هذه الاجراءات ما علينا إلا أن نحترمها، وندعمها بشتى الطرق الممكنة، لأن أهذافها على الأقل ظاهريا تبدو منطقية ومقبولة، لكن مع مراعات وجود الفارق الذي يمكن أن يخل بهذا المبدأ.
       إن جهات المغرب ليست متساوية من حيث الظروف الملائمة لاجتياز الإستحقاق، وبخاصة الظروف الطبيعية والمناخية  اللذان يتدخلان كعامل محفز أو مثبط لهذا الاستحقاق الوطني، وعليه فلابد من مراعاة هذه الاعتبارات في الحسبان، وعدم اغفالها أو إسقاطها من معادلة تكافؤ الفرص بين مختلف الممتحنين وطنيا.
       مثلا: فتلاميذ مدينة فجيج أو زاكورة أو طاطا ليسوا هم تلاميذ الرباط والجديدة وطنجة أو مدينة إفران، لأنهم  لا يجتازون الاستحقاق في نفس الظروف الطبيعية،  فدرجة الحرارة يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى 48 درجة في فجيج أو في زاكورة، في مقابل 34 درجة في الرباط العاصمة أو أقل بإفران، ضف إلى ذلك مصادفة  الاستحقاق الوطني لهذه السنة الذي سيجرى يوم: 07 من شهر يونيو 2016 أول أيام شهر رمضان المبارك، وهو عبء آخر، درجة الحرارة المرتفعة والتركيز الفكري ثم الصيام، ينضاف إلى عاتق التلاميذ عامة وتلاميذ فجيج  ومن يعاني من نفس الظروف المناخية خاصة.
     هي مجرد دعوة إلى المسؤولين، لمراعاة هذه الخصوصية، ومحاولة التفكير في الأمر بجدية للرفع من مردودية المترشحين جهويا ووطنيا،  في إطار الورش الكبير الذي أعى انطلاقته المغرب وصار على نهجه والمتمثل في الجهوية الموسعة، عبر إعطاء صلاحيات مهمة للجهة لتدبير الإستحقاقات الجهوية والوطنية مراعاة للظروف المناخية والإمكانات المتاحة لكل جهة على حدة، ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص.

الاثنين، 6 يونيو 2016

مذكرة مسلك تكوين أطر الإدارة التربوية - 6 يونيو 2016


طبقا لمقتضيات قرار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رقم 4215.14 الصادر في 10 سبتمبر 2014 بتحديد شروط وإجراءات وبرامج مباراة ولوج سلك تكوين أطر الإدارة التربوية وأطر هيئة الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي، تعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أنها ستنظم يوم 03 يوليوز 2016 مباراة الدخول إلى السلك المذكور بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وذلك وفق التحديدات...

السبت، 4 يونيو 2016

حينما يصبح الزمن لعبة يعبث بها المسؤولون على حسابنا


حينما يصبح العبث قاعدة في بلادنا
       كثر اللغط حول مسألة الزيادة في الساعة القانونية منذ إعلانها أول مرة، وارتفعت  معها الأصوات المنادية بوقف هذا الإجراء، بل لم تخمد  جدوى هذا التفاعل وبخاصة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي إلا بعد حين، وكم سال مداد المختصين الذين حذروا من هذه المسألة ومن أنعكاساتها السلبية على نفسية المواطن، وعلى الساعة البيولويجة للإنسان، ولا من مجيب،  بل عززوا هذا القرار وحصنوه بقرار وزاري يضمن حجيتة ويضمن قانونيته، وحسبه من الإنجازات الخارقة لهذه الحكومة، لما له حسب زعمهم من إنعكاسات إيجابية على الإقتصاد المغربي.
      كلما زاد بيى العمر إلا وأدركت يقينا أن مدبري الشأن العام في هذا البلد لا يخطؤون، لأن قراراتهم تتخذ بماركة السماء، وبتفويض القوى الخارقة التي لا نستطيع نحن كبشر عاديون  تفسيرها أو فهم كنهها، فهم في غالب الأمر يشتغلون ويتعبون ليخرجوا بقراراوت تصب كلها في مصلحتنا، لمسنا ذلك أم لا، فالعيب ضروري أن يكون فينا لا فيهم وفي قراراتهم!!!!!!.
         لم نسلم من هذه الآفة، زيادة ساعة ونقص الساعة، منذ مجيء هذه الحكومة، لكأن الهم الوحيد الذي يؤرق بال المواطن العادي والبسيط هي مسألة الزيادة والنقصان في الساعة، علما أن الذي يؤرقنا صراحة في هذا البلد السعيد هو مسألة التدبير العبثي للمسؤولين إن كانوا كذلك، حتى أصبح العبث هو القاعدة التي تؤسس عليها قراراتهم المتوالية.
         فالأمثلة على هذه المسألة كثيرة، لأن العبث أصبح مستشريا في كل جنبات الوطن، لعل أنصع مثال على ذلك ما حصل  هذا اليوم في في الاستحقاقات الجهوية بالمؤسسات التعليمية، في لحظة حرجة وصعبة بالنسبة لمسار المتعلم، بل وعلى نفسيته التي لا تحترم على طول، علما أن المسؤولين في كل آن وحين، يطلعون على شاشة التلفاز ليظهروا لنا حرصهم الشديد على التلميذ وعلى مآل التعليم بالبلد، وعلى أهمية الإجراءات المتخذة من مكاتبهم المكيفة للحد من هذا النزيف والتأخر الذي يعرفه هذا القطاع. 
       ربما الأسئلة  التي تفرض نفسها حاليا هي: من يلوم التلميذ على هذا العبث؟ هل يلوم إتصالات المغرب أم الوزارة المعنية؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ هل يكفي التلميذ بنفسيته المحطة بلاغ من الوزارة المعنية تخبره عن وجود إمكانية الاستدراك؟ أين المسؤولون عن التخطيط؟ أين الإصلاح في كل هذا وذاك؟ أبهذه الإجراءات المهزوزة سنصلح التلعيم؟ 
        إن الشيطان يكمن في التفاصيل، والأمر لا يحتاج كثير عناء وتحليل حتى نفهم، إنه العبث الذي يعبث داخل مكاتب المسؤولين، الذين أعيتهم الإمتيازات، وأعمتهم المصالح الذاتية عن مصلحة الوطن والمواطنين، فلا تفكروا كثيرا فهذا هو عين العبث.
خ.ب.إ

لماذا نقرأ الادب؟ للروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا


لماذا نقرأ الادب؟ لماريو فارغاس يوسا
الكاتب mohammad aglan يوم الثلاثاء، 11 نوفمبر، 2014 | 2:24 م


دائمًا ما يأتيني شخص حينما أكون في معرض كتاب أو مكتبة، ويسألني توقيعًا. إما لزوجته أو ابنته أو أمه أو غيرهم، ويتعذر بالقول بأنها ” قارئة رائعة ومحبة للأدب”. وعلى الفور أسأله: “وماذا عنك؟ ألا تحب القراءة؟”، وغالبًا ماتكون الإجابة: “بالطبع أحب القراءة، لكني شخص مشغول طوال الوقت.”. 

سمعت هذا التعبير عدة مرّات، هذا الشخص وبالطبع الآلاف منهم لديهم أشياء مهمة ليفعلوها، التزامات كثيرة ومسؤوليات أكثر في الحياة، لذلك لايستطيعون إضاعة وقتهم الثمين بقراءة رواية، أو ديوان شعر، أو مقال أدبي لساعات. استنادًا إلى هذا المفهوم الواسع، قراءة الأدب هي نشاط كمالي يمكن الاستغناء عنه، لاشك بأنه يهذب النفس ويزودها بالأخلاق الحميدة وبالإحساس بمن حولها، لكنه في الأساس ترفيه، ترف للأشخاص الذين يملكون وقت فراغ. هو شيء يمكن وضعه بين الرياضات أو الأفلام أو لعبة شطرنج؛ وهو نشاط يمكن أن نضحي به دون تردد حينما نرتب “أولوياتنا” من المهام والواجبات التي لايمكن الاستغناء عنها في سعينا الحياتي الشاق.

يبدو بشكل واضح أن الأدب شيئًا فشيئًا يتحول إلى نشاط نسوي. في المكتبات، وفي المؤتمرات الخاصة بالكتّاب، وحتى في كليّات العلوم الإنسانية، نرى بوضوح أن النساء أكثر من الرجال. وهذا الأمر يُفسَّر عادةً أن نساء الطبقة المتوسطة يقرأن أكثر لأنهن يعملن لساعاتٍ أقل، لذلك يستطيع العديد منهن تخصيص وقت أكثر من الرجال لقراءة الكتب التخييلية والتفرغ للوهم. وأنا – بشكل ما – أتحسس من التفسيرات التي تفصل النساء والرجال بتصنيفات جامدة، وتنزع لكل من الجنسين طبعه الخاص ونتائج تترتب من هذه الطباع. لكن مما لا شك فيه أن قراء الأدب في تناقص، وأن غالبية الباقين من القراء هن نساء.

هذا الأمر يحدث في كل مكان تقريبًا، في إسبانيا – على سبيل المثال – كشفت إحصائية حديثة أقامها اتحاد الكتاب الإسبان أن نصف السكان لم يقرأوا كتابًا من قبل. وكشفت أيضًا أن ضمن الأقلية التي تقرأ، النساء اللاتي يقرأن يتعدين الرجال بنحو 6.2%، وهذا الفارق يزداد مع الوقت. أنا سعيد من أجل أولئك النسوة، لكني أشعر بالأسف للرجال، وللملايين ممن يستطيعون القراءة لكنهم اختاروا أن لايقرأوا.

هم يستحقون الشفقة ليس فقط لأنهم يجهلون المتعة التي تفوتهم، بل أيضًا لأني مقتنع بأن مجتمعًا بلا أدب أو مجتمعًا يرمي بالأدب – كخطيئة خفيَّة – إلى حدود الحياة الشخصية والإجتماعية هو مجتمع همجي الروح، بل ويخاطر بحريته. أود أن أطرح تفنيدات لفكرة أن الأدب نشاط للمترفين، وعرضه كنشاط لايستغنى عنه لتشكيل المواطنين في مجتمع حديث وديمقراطي، مجتمع مواطنين أحرار.

نحن نعيش في عصر تخصص المعرفة، وذلك بفضل التطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا، وبفضل تقسيم المعرفة إلى وحدات صغيرة وعديدة. وهذا الاتجاه الثقافي سيستمر بالنمو لسنوات قادمة. للتأكيد، فإن التخصص له منافع عديدة. فهو يسمح باكتشاف أعمق وتجارب أعظم وأكبر، وهو محرك التقدم. غير أن له أيضًا عواقبه السلبية. فهو يمحي الصفات الفكرية والثقافية بين الرجال والنساء، والتي تسمح لهم بالتعايش، والتواصل، والإحساس بالتضامن فيما بينهم. التخصص يؤدي إلى نقص في الفهم الاجتماعي، يؤدي إلى تقسيم البشر إلى جيتو1 من التقنيين والأخصائيين. إن تخصيص المعرفة يتطلب بالتالي لغة دقيقة ورموزًا تزداد غموضة كل مرة. وبالتالي، فإن المعلومة تصبح أكثر انفرادية وتشتتًا. هذا هو التخصيص والتقسيم الذي كان يحذرنا منه المثل القديم: “لاتركز كثيرًا على غصن أو ورقة، وتنسى أنهما جزء من شجرة. ولاتركز على الشجرة فتنسى أنها جزء من غابة”. الوعي بوجود الغابة يخلق شعورًا بالجماعة، شعور الانتماء، ذلك الذي يربط المجتمع ببعضه ويمنع تفككه إلى عدد لايحصى من الأجزاء بسبب هوس الخصوصية الأناني بالنفس. هوس الأمم والأشخاص بأنفسهم لم يخلق إلا الارتياب وجنون العظمة، وتشويهًا في الواقع هو مايولّد الكراهية، الحروب، وحتى الإبادات الجماعية.

في عصرنا الحالي، لايمكن للعلم والتكنولوجيا أن يكمل بعضهما الآخر. وذلك للثراء اللامتناهي من المعرفة وسرعة تطورها، والذي قادنا إلى التخصصات وغموضها. لكن لطالما كان الأدب وسيبقى واحدًا من القواسم المشتركة لدى التجربة البشرية، والتي يتعرف البشر من خلاله على أنفسهم والآخرين بغض النظر عن اختلاف وظائفهم، خطط حياتهم، أماكنهم الجغرافية والثقافية، أو حتى ظروفهم الشخصية. استطاع الأدب أن يساعد الأفراد على تجاوز التاريخ، كقرَّاء لثرفانتس، شكسبير، دانتي، وتولستوي. نحن نفهم بعضنا عبر الزمان والمكان، ونشعر بأنفسنا ننتمي لذات النوعية، لأن من خلال الأعمال التي كتبوها، نحن نتعلم مانتشاركه كبشر، وماالذي يبقى شائعًا فينا تحت كل الفروقات التي تفصلنا. 

لاشيء يحمي الإنسان من غباء الكبرياء والتعصب والفصل الديني والسياسي والقومي أفضل من تلك الحقيقة التي تظهر دائمًا في الأدب العظيم: أن الرجال والنساء من كل الأمم متساوون بشكل أساسي، وأن الظلم بينهم هو مايزرع التفرقة والخوف والاستغلال.

لايوجد من يعلمنا أفضل من الأدب أننا نرى برغم فروقنا العرقية والاجتماعية ثراء الجنس البشري، ولايوجد ماهو مثل الأدب لكي يجعلنا نكافئ ونمجد فروقنا بوصفها مظهرًا من مظاهر الإبداع الإنساني متعدد الأوجه. قراءة الأدب الجيد هو مصدر للمتعة بطبيعة الحال، ولكنه أيضًا تجربة لنعرف من نحن وكيف نكون، بعيوبنا وبنقصنا، من أفعالنا وأحلامنا وأشباحنا، وحيدين وفي العلاقات التي تربطنا مع الآخرين، في صورتنا العامة الظاهرة لدى الآخرين أو في تجاويف وعينا السرية.

هذا المجموع المعقد من الحقائق المتعارضة – كما يصفها أشعيا برلين – تشكل جوهرًا للحالة الإنسانية. في عالم اليوم، هذا المجموع الضخم والحي من المعرفة في الإنسان لايوجد إلا في الأدب. لم تستطع حتى فروع العلوم الإنسانية الأخرى – كالفلسفة أو الفنون أو العلوم الاجتماعية – أن تحفظ هذه الرؤية المتكاملة والخطاب الموَحَّد. العلوم الإنسانية خضعت أيضًا لتقسيم التخصصات السرطاني، وعزلت تلك التخصصات نفسها في أقسام مجزأة وتقنية بأفكار ومفرديات لايستوعبها الشخص العادي. بعض النقاد والمنظرين يودون تحويل الأدب إلى علم، وهذا ما لن يحصل أبدًا، لأن الكتابة التخيلية لم توجد لتبحث في منطقة واحدة من تجربة الإنسان. وُجدت الكتابة لكي تثري الحياة البشرية بأكملها من خلال الخيال، والتي لايمكن تفكيكها، أو تجزئتها إلى عددٍ من المخططات أو القوانين دون أن تضمحل. هذا هو معنى ملاحظة بروست حينما قال أن “الحياة الواقعية، هي آخر مايكتشف وينوَّر. وأن الحياة الوحيدة التي تعاش بكاملها، هي الأدب”. 

بروست لم يكن يبالغ، أو يعبر عن حبه لما يجيد. هو كان يقدم قناعته الخاصة بأن الأدب يساعد على فهم الحياة وعيشها بطريقة أفضل. وأن العيش بطريقة أقرب للكمال يتطلب وجود الآخرين بجانبك ومشاركتهم الحياة.

هذا الرابط الأخوي، الذي ينشأ بين البشر بسبب الأدب، يجبرهم على التحاور ويوعيهم بالأصل المشترك وبهدفهم المشترك، وبالتالي فهو يمحي جميع الحواجز التاريخية. الأدب ينقلنا إلى الماضي، إلى من كان في العصور الماضية قد خطط، استمتع، وحلم بتلك النصوص التي وصلت لنا، تلك النصوص التي تجعلنا أيضًا نستمتع ونحلم. الشعور بالانتماء لهذه التجربة البشرية التراكمية عبر الزمان والمكان هو أعظم إنجاز للثقافة، ولاشيء يساهم في تجددها كل جيل إلا الأدب.

كان بورخيس ينزعج كثيرًا كلما سُئل “ماهي فائدة الأدب؟”. كان يبدو له هذا السؤال غبيًا لدرجة أنه يود أن يجاوب بأنه “لاأحد يسأل عن فائدة تغريد الكناري، أو منظر غروب شمس جميل.”. إذا وُجد الجمال، وإذا استطاع هؤلاء ولو للحظة أن يجعلوا هذا العالم أقل قبحًا وحزنًا، أليس من السخف أن نبحث عن مبرر عملي؟ لكن السؤال جيد بالفعل. لأن الروايات والأشعار لا تشبه بأي حال تغريد الكناري أو منظر الغروب، هي لم توجد عن طريق الطبيعة أو المصادفة، هي إبداعات بشرية. ولذلك فمن اللائق أن نسأل كيف ولماذا أتت إلى العالم، مافائدتها ولماذا بقت كل هذه المدة.

تأتي الأعمال الأدبية – في البداية كأشباح بلا شكل – أثناء لحظة حميمية في وعي الكاتب، ويسقط العمل في تلك اللحظة بقوة مشتركة بين كل من وعي الكاتب، وإحساسه بالعالم من حوله، ومشاعره في ذات الوقت. وهي ذاتها تلك الأمور التي يتعامل معها الشاعر أو السارد في صراعه مع الكلمات لينتج بشكل تدريجي شكل النص، إيقاعه، حركته وحياته. حياة مصطنعة، وللتأكيد، هي حياة مُتخَيلة، صنعت من اللغة، وحتى الآن يسعى الرجال والنساء لتلك الحياة، بعضهم بشكل متكرر، والبعض الآخر بشكل متقطع، وذلك لأنهم يرون أن الحياة الواقعية لاترقى لهم، وغير قادرة على تقديم مايريدون. لاينشأ الأدب من خلال عمل فردٍ واحد، بل يوجد حينما يتبناه الآخرون ويصبح جزءًا من الحياة الإجتماعية عندما يتحول، وبفضل القراءة، إلى تجربة مشتركة.

أحد منافع الأدب للشخص في المقام الأول تكمن في اللغة. المجتمع الذي لايملك أدبًا مكتوبًا يعبر عن نفسه بدقة أقل، وأقل وضوحًا من مجتمع يحمي طريقة التواصل الرئيسية له، وهي الكلمة، بتحسينها وتثبيتها عن طريق الأعمال الأدبية. إنسانية بلا قراءة، ولايصاحبها الأدب ستنتج ماهو أشبه بمجتمع صم وبكم، ناقص الفهم وذلك لعلته اللغوية. وسيعاني من مشاكل هائلة في التواصل نظرًا للغته البدائية. وهذا يقع على مستوى الأفراد أيضًا، فالشخص الذي لايقرأ، أو يقرأ قليلًا، أو يقرأ كتبًا سيئة، سيكون لديه عائق: ستجده يتحدث كثيرًا ولكن المفهوم قليل، لأن مفرداته ضعيفة في التعبير عن الذات.

وهذا الأمر لا يعني وجود قيد لفظي فقط، ولكن أيضًا وجود قيد في الخيال والتفكير. هو فقر فكري لسبب بسيط، لأن الأفكار والتصورات التي يمكن من خلالها فهم حالاتنا لايمكن لها التكون خارج الكلمات. نحن نتعلم كيف نتحدث بعمق وبدقة وبمهارة من الأدب الجيد. لن يجدي أي انضباط آخر في أي فرع من فروع الفن ماعدا الأدب في صناعة اللغة التي نتواصل بها. أن نتحدث جيدًا، أن يكون تحت تصرفنا لغة ثرية ومنوعة، أن نجد التعبير الملائم لكل فكرة ولكل شعور نود أن نتواصل به، يعني بالضرورة أن تكون جاهزًا للتفكير، أن تُعلم، أن تتعلم، أن تناقش، وأيضًا لأن تتخيل وتحلم وتشعر. بطريقة خفية، تردد الكلمات صداها في جميع أفعالنا، حتى تلك الأفعال التي لايمكن أن نعبر عنها. وكلما تطورت اللغة، وذلك بفضل الأدب، ووصلت لمستويات عالية من الصقل والأخلاق، زادت من مقدرة الإنسان على عيش حياة أفضل.

عمل الأدب حتى على صبغ الحب والرغبة والجنس بصبغة الإبداع الفني. لم يكن الشبق ليوجد بدون الأدب. الحب والمتعة سيكونان أسوأ بحيث ينقصهما الرقة والروعة. سيفشلان في تحقيق الحالة القصوى التي يمنحها الأدب. لذلك فإني لا أبالغ حينما أقول أن الثنائي الذي يقرأ لغارثيلاسو، بترارك، جونجورا أو بودلير يقدران المتعة ويعيشانها بخلاف الثنائي الذي صار أبلهًا بمشاهدة الأوبرا الصابونية2 في التلفاز. في عالمٍ أمي، لن يتعدى الحب والرغبة ماترضى به الحيوانات، كما أنها لن تتجاوز الوفاء بالأساسي من الغرائز.

وبطبيعة الحال، لايمكن لوسائل الإعلام السمعية والبصرية أن تعلم الناس كيف يستخدمون الإمكانيات الهائلة للغة بمهارة وثقة. على النقيض من ذلك، تعمل وسائل الإعلام على الحط من قدر الكلمة إلى منزلة أقل بجانب الصورة، والتي تعد اللغة البدائية لتلك الوسائط، وتعمل أيضًا على تقييد اللغة بالتعبير الشفوي إلى الحد الذي لايمكن الاستغناء عنه بعيدًا عن البُعد الكتابي للغة. أن تصف فيلمًا أو برنامجًا تلفزيونيًا بالأدبي فهذه مجرد طريقة لبقة عوضًا عن وصفه بالممل. لهذا السبب، من النادر أن نرى العامة ينجذبون لمثل هذه البرامج. وحسب ماأعرف، فإن الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو برنامج بيرنارد بيفوت3 “فواصل عليا” في فرنسا. وهذا يقودني إلى الاعتقاد بأن الأدب ليس فقط متطلَّبًا لمعرفة كاملة باللغة واستخدام أكمل لها، بل أن مصيرها مرتبط بشكل لاينفصل بمصير الكتاب، ذلك المنتج الصناعي الذي يعتبره الكثيرون بأنه قد عفا عليه الزمن.

هذا الحديث يقودني إلى بيل جيتس، كان في مدريد منذ فترة ليست بالطويلة وزار الأكاديمية الملكية الإسبانية، والتي قد عقدت شراكة مع مايكروسوفت. ضمن أشياء أخرى، طمأن جيتس أعضاء الأكاديمية وأكد بأن الحرف “fl” لن يحذف من برامج الحاسب، كان ذلك الوعد يكفل لأربعمائة مليون متحدث بالإسبانية أن يتنفسوا الصعداء بما أن حذف حرف أساسي مثل هذا سيؤدي إلى مشاكل كبرى. على كل حال، بعد تنازله الودي للغة الإسبانية، أعلن جيتس قبل أن يغادر مقر الأكاديمية في مؤتمر صحفي أنه يتوقع تحقيق حلمه الأكبر قبل أن يموت، وهو وضع حد للورق، ومن ثم للكتب.

يرى جيتس بأن الكتب هي أشياءٌ عفا عليها الزمن. وقال بأن شاشات الكمبيوتر قادرة على القيام بمهمات الورق الذي يستطيع عملها. أصر أيضًا أنه بالإضافة إلى كونها أقل مشقة، فشاشات الكمبيوتر تأخذ مساحة أقل، وهي أسهل للتنقل، وأيضًا بأن نقل الأخبار والآداب إلى هذه الشاشات سيكون له فائدة بيئية لإيقاف تدمير الغابات، وأن صناعة الورق هي أحد أسباب التدمير. أكد أيضًا بأن الناس سيستمرون بالقراءة، لكن على شاشات الكمبيوتر، وبالتالي سيكون هناك المزيد من الكلوروفيل في البيئة.

لم أكن حاضرًا خلال خطاب جيتس، وعلمت بكل هذه التفاصيل عن طريق الصحافة. ولو كنت هناك، لأعلنت استهجاني لجيتس كونه قد أعلن بوقاحة نيته إرسالي أنا وزملائي الكتّاب إلى خط البطالة. ولكنت تنازعت معه بقوة بخصوص تحليله. هل تستطيع الشاشة حقًا استبدال الكتاب من جميع الجوانب؟ أنا لست متأكدًا. أنا واعٍ تمامًا للتطور الهائل الذي سببته التكنولوجيا الجديدة في مجال الاتصالات وتبادل المعلومات، وأعترف بأن الانترنت يؤدي لي مساعدة لا تقدر بثمن كل يوم في عملي؛ لكن امتناني لهذه الراحة لايتضمن اعتقادًا بأنه يمكن للشاشات الإلكترونية أن تستبدل الورق، أو أن القراءة بالكمبيوتر يمكن أن تفي للقراءة الأدبية. هذه فجوة لاأستطيع تخطيها. لاأستطيع قبول فكرة أن تحقق القراءة غير الوظيفية، التي لانبحث بها عن معلومة أو تواصل سريع، توفر نفس تلك الأحلام ومتعة قراءة الكلمات مع نفس الإحساس بالحميمية، ومع نفس التركيز العقلي والعزلة الروحية التي يمنحها الكتاب.

ربما يصدر تحيزي هذا لكوني لم أمارس القراءة الالكترونية، وكوني تعاملت بعلاقة أدبية طويلة مع الكتب والورق. لكني على الرغم من أني أستمتع بتصفح أخبار العالم من خلال الانترنت، لايمكن أن أذهب للشاشة لكي أقرأ شعرًا لجونجورا، رواية لأونيتي أو مقال لباز، لأنني موقن بأن أثر تلك القراءة لن يكون مثل القراءة بالورق. أنا مقتنع، بالرغم من أني لاأستطيع إثبات ذلك، بأن مع اختفاء الورق سيعاني الأدب من ضربة مهولة، وربما مميتة. كلمة “أدب” لن تختفي بالطبع، لكنها ستدل على نصوص هي بعيدة عما نسميه أدبًا هذه الأيام، كبعد الأوبرا الصابونية عن مسرحيات سوفوكليس وشكسبير.

لايزال هناك سببٌ آخر لمنح الأدب منزلته الهامة في حياة الأمم. بدون الأدب، سيعاني العقل النقدي، وهو المحرك الحقيقي للتغيير التاريخي والحامي الأقوى للحرية، من خسارة لاتعوض. هذا بسبب أن الأدب الجيد كله متطرف، ويطرح أسئلة حادة عن العالم الذي نعيشه. في كل النصوص الأدبية العظيمة، وغالبًا دون قصدٍ من الكتّاب، توجد نزعة تحريضية.

الأدب لايقول شيئًا لمن هم راضون بما لديهم، لمن يرون الحياة بما يعيشونها الآن. الأدب هو قوت الروح المتمردة، هو إعلان عدم الانقياد، هو ملجأ لمن لديهم القليل جدًا أو الكثير جدًا في الحياة. الشخص منا يبحث عن ملاذه في الأدب حتى لا يكون هادئًا ومطمئنًا. أن تركب جنبًا إلى جنب مع ذلك السائس الهزيل وذلك الفارس المرتبك في حقول لامانشا، أن تبحر على ظهر حوت مع الكابتن آيهاب، أن تشرب الزرنيخ مع إيما بوفاري، أن تتحول إلى حشرة مع غريغور سامسا، هذه كلها طرقٌ اخترعناها لنجرد أنفسنا من أخطاء وإملاءات هذه الحياة الظالمة، هذه الحياة التي تجبرنا دائمًا أن نكون الشخص نفسه بينما نتمنى أن نكون مختلفين لكي نرضي رغباتنا التي تتملكنا.

يهدئ الأدب هذا الاستياء الحيوي للحظات، لكن في هذه اللحظات الخارقة، في هذا التعليق المؤقت للحياة، هذا التوهيم الأدبي ينقلنا لخارج التاريخ، ونصبح مواطنين لأرض لا تنتمي للزمان، وبالتالي هي أرض خالدة. فنصبح أكثر حساسية، وثراء، وأكثر تعقيدًا وسعادة، وأكثر وضوحًا مما نحن عليه في حياتنا الرتيبة. عندما نغلق الكتاب ونتخلى عن الخيال الأدبي، نعود إلى وجودنا الفعلي ونقارنه بالأرض المذهلة التي غادرناها توًا. وياللخيبة التي تنتظرنا! لكن هناك إدراكًا هائلًا ينتظرنا، وهي أن الحياة المتخيَّلة من الرواية أجمل وأكثر تنوعًا، أكثر فهمًا وأقرب للكمال من الحياة التي نعيشها ونحن واعون، تلك الحياة التي تحدها الظروف وضجر الواقع. بهذه الطريقة، نرى الأدب الجيد الحقيقي دائمًا كهدام، كمتمرد، كمقاوم، هو تحدٍ لما هو موجود.

كيف لايمكن أن نشعر بالخداع بعد قراءة “الحرب والسلام” أو “البحث عن الزمن المفقود” ونعود إلى عالمنا ذو التفاصيل التافهة، عالم مليء بالحدود وبالموانع التي تقف بانتظارنا في كل مكان وفي كل خطوة لتفسد خيالنا؟ فوق مهمته لاستمرارية الثقافة ولإثراء اللغة، أكبر مساهمة للأدب في التقدم البشري (دون قصد، وفي معظم الحالات) هي تذكيرنا بأن العالم جُعل سيئًا، وأن من يدعي العكس من الأقوياء والمحظوظين يكذب، وأن الكلمة يمكن أن تُطوَّر وتكون أقرب للعوالم التي يستطيع خيالنا ولغتنا تشييدها. المجتمع الحر والديمقراطي يجب أن يحتوي مواطنين واعين بالحاجة المستمرة للكلمات التي نعيشها ونحاول – بالرغم من أن المحاولة تكاد تكون مستحيلة – أن نجعلها تشبه العالم الذي نود أن نعيشه. وليس هناك من وسيلة أفضل من قراءة الأدب الجيد لإثارة عدم الرضا عما يوجد، وتكوين مواطنين ناقدين ومستقلين عمن يحكمهم، ويمتلكون روحية دائمة وخيالًا نابضًا.

مع ذلك، أن يُسمى الأدب بالتحريض لأنه يحسس وعي المواطن لعيوب العالم لا يعني بالضرورة – كما يبدو أن الحكومات والكنائس تفكر، ولذلك أنشأت الرقابة – أن النصوص الأدبية ستثير اضطرابات اجتماعية أو تسرع نشوء ثورات. لايمكن التنبؤ بالتأثير الاجتماعي والسياسي لقصيدة أو رواية أو مسرحية، لأنها لم تصنع بشكل جماعي من عدة خبراء. تصنع هذه الأعمال من قِبل أفراد وتُقرأ من قِبل أفراد ممن تختلف استنتاجاتهم بشكل كبير عندما يكتبون أو يقرأون. لذلك من الصعب، بل من المستحيل، أن تنتج أنماطًا وردود أفعال دقيقة. فضلًا عن ذلك، قد تكون القيمة الجمالية لعمل أدبي ما سببًا في حدوث القليل من العواقب الاجتماعية. هناك رواية متواضعة4 لهارييت ستاو يبدو أنها لعبت دورًا حاسمًا في تنبيه الوعي السياسي والاجتماعي لفظاعات العبودية في الولايات المتحدة. إذًا، واقع ندرة تأثيرات الأدب لايعني أنها ليست موجودة. مايجب أن نعرفه هو أنها آثار صنعت من قِبل مواطنين تغيرت شخصياتهم جزئيًا بسبب الكتب.

فلنعد صياغة التاريخ بلعبة رائعة. ولنتخيل عالمًا بدون أدب، إنسانية لم تقرأ الشعر ولا الروايات. في هذا النوع من الحضارات الضامرة، بقواميسها الهزيلة التي تحفل بالآهات وإيماءات القرود على حساب الكلمات، من المؤكد أن بعض الصفات لن توجد. وتشمل تلك: حالم دونكيخوتي، مأساوي كافكاوي، سوداوي أورويلي، ساخر رابيلي، سادي، ماسوشي، وكلها ذات أصول أدبية. وللتأكد من ذلك، سيبقى لدينا مجانين، وضحايا جنون عظمة واضطهاد، وأشخاص بشهوة عادية وتجاوزات فاحشة، وأناس منحطين لدرجة الحيوانات يستمتعون بتلقي الألم وتسليطه. لكننا لن نستطيع أن نرى ماهو خلف هذه السلوكيات المتطرفة المحظورة من قبل قواعد المجتمعات، تلك الخصائص الأساسية في الإنسان، لم نكن لنرى السمات الخاصة بنا؛ لذلك نحن مدينون لمواهب ثيرفانتس، كافكا، أورويل، رايبليه، دو ساد، و ماسوش لأنهم استطاعوا كشفها لنا.

عندما ظهرت رواية “دون كيخوته دي لامانشا”، سخر قراءها الأوائل من هذا الحالم المتطرف كما سخرت منه بقية الشخصيات في تلك الرواية. اليوم، نحن نعرف أن إصرار ذلك الفارس ذو الوجه الحزين على رؤية عمالقة بينما كان هناك طواحين هواء، وعلى التصرف بطريقة تبدو سخيفة، هو الشكل الأعلى للكرم، وهو تعبير عن مظاهرة تجاه بؤس هذا العالم على أمل تغييره. مفاهيمنا عن المثالية والمثاليين تفوح بمعانٍ إيجابية ثانوية، لن تكون ماهي عليه، ولن تُحترم وتكون واضحة، لو لم تجسد في بطل الرواية بتلك القوة المقنعة لثيرفانتس العبقري5. يمكن أن يقال نفس الشيء عن الأثنى الصغيرة الأقرب لدونكيخوته، إيما بوفاري، والتي قاتلت بحماس لتعيش الحياة الرائعة من الفخامة والشغف، والتي عرفتها وقرأت عنها من الروايات، كفراشة اقتربت كثيرًا من ضوء اللهب واحترقت بالنار.

تلك الإبداعات لكل أولئك الأدباء المبتكرين العظماء فتحت أعيننا على آفاقٍ مجهولة لحالاتنا البشرية، جعلتنا نستطيع اكتشاف وتفهم الهوة البشرية المشتركة. عندما نقول “بورخيسي”، فإن تلك الكلمة تستحضر فصل عقولنا عن منطق الواقع وتدخلنا إلى عالمٍ مذهل، إلى عقلية دقيقة وأنيقة، غامضة وأشبه بالمتاهة بكل تلك المراجع والإشارات الأدبية، والتي لانشعر بالغرابة تجاه شخصياتها لأننا نتعرف فيها على رغباتنا الخفية وحقائقنا الحميمة الخاصة بشخصياتنا، والذي أخذت شكلها بفضل الإبداع الأدبي للويس خوسيه بورخيس. عندما نذكر “كافكاوي” يتبادر إلى الذهن كميكانيكية التركيز في الكاميرات القديمة، كل مرة شعرنا بها بأننا مهددون، كل مرة شعرنا بأنا أفراد لانستطيع الدفاع عن أنفسنا، بكل أجهزة السلطة القمعية التي سببت الخراب للعالم الحديث، الأنظمة السلطوية، الأحزاب العمودية، الكنائس المتعصبة، البيروقراطية الخانقة. من دون تلك القصص القصيرة والروايات لذلك اليهودي المعذَّب من براغ، الذي كتب بالألمانية وعاش دائمًا على اطلاع، لم نكن لنستطيع فهم الشعور بالعجز لدى الفرد المعزول، أو رعب الأقليات المضطهدة والتي تعاني التمييز، تلك المتواجهة مع القوة الطاغية التي يمكنها سحقهم والقضاء عليهم من دون أن يظهر الجلادون أوجههم حتى.

صفة الأورويلي، وهي الصفة الأقرب للكافكاوي، تعطي تنبيها لتلك السخافة الرهيبة، تلك السخافة التي صُنعت من قِبل الأنظمة الشمولية في القرن العشرين، الديكتوريات الأكثر توحشًا وتعقيدًا في التاريخ، في تحكمهم بأفعال وأحاسيس المجتمع. في رواية 1984، وصف جورج أورويل في جو بارد موحش تلك الإنسانية المحكومة للأخ الأكبر، الحاكم المُطلق، والذي بواسطة مزيج مخيف من الرعب والتكنولوجيا، محق الحريات والمساواة والعفوية، وحول المجتمع إلى خلية نحل من البشر. في هذا العالم الكابوسي، طوِّعت اللغة لصالح السلطة، وحُولت إلى “خطاب جديد”، خالٍ من أي ابتكار وموضوعية، ممسوخ إلى سلسلة من التفاهات التي تضمن عبودية الفرد للنظام. صحيح أن نبوءة 1984 لم تمر حتى الآن، والشيوعية الشمولية في الاتحاد السوفيتي ذهبت مع الفاشية الشمولية في ألمانيا وأماكن أخرى، وبعد ذلك بوقتٍ قصير بدأت تتداعى في الصين، وفي كوبا وكوريا الشمالية اللتين تنتميان للماضي. لكن الخطر لم يُمْح بعد، وكلمة “أورويلي” ستبقى لتصف الخطر، ولتساعدنا على فهمه. عالم من دون أدب سيبقى أعمى عن هذه الأعماق الخطرة، والتي نحتاج أن نراها في أسرع وقت.
عالم غير حضاري، بربري، يخلو من العاطفة وذو خطاب جلف، جاهل ومأساوي، من دون شغف وجلف في الحب، هذا العالم من دون أدب، هذا الكابوس الذي أحذر منه وأرسم معالمه، سيكون سمته الأساسية الانسياق وتسليم عالمي لبني البشر إلى السلطة. بهذا المنطق، سيكون عالمًا حيوانيًا. الغرائز الأساسية لدى الإنسان ستحدد مشواره اليومي باتجاه سد الجوع والشقاء لكي يبقى، ستحدده بالخوف من المجهول وإشباع الحاجات المادية. لن يكون هناك مكان للروح في هذا العالم. وفوق ذلك، رتابة العيش المسحوق ستولد الإحباط وستلقي بظلال شريرة للتشاؤم، الشعور بأن الحياة البشرية ماكان لها أن توجد، وأنها ستكون هكذا دائمًا، وأن لاأحد يمكنه تغييرها.

عندما يتخيل الواحد منا هذا العالم، تقفز إلى ذهنه تلك المجتمعات الصغيرة التي يختلط فيها الدين بالشعوذة، والتي تعيش على هامش التطور في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأوقيانوسيا. ولكن فشلًا مختلفًا يخطر في بالي. الكابوس الذي أحذركم منه لن يكون نتيجة قلة التطور، بل سيكون نتيجة التحديث والتطوير المفرط. نتيجة للتكنولوجيا وتبعيتنا لها، قد نتصور مجتمعًا في المستقبل وهو ممتلئ بالشاشات والسماعات، ومن دون كتب، أو في مجتمع يعتبر الكتب – وأقصد هنا الأعمال الأدبية – ماكانوا يعتبرون الخيمياء: ذلك الفضول القديم، والشيء الذي يُمارس في سراديب ومقابر حضارة الإعلام من قِبل أقلية عُصابية ومضطربة. وأخشى أن هذا العالم المعرفي، على الرغم من ازدهاره وقوته، وهذا المعيار العالي من المعيشة والإنجاز العلمي، من شأنه أن يكون غير متحضر بعمق وسيكون خالي الروح. ستكون إنسانية آلية تركت تلك الإنسانية التي تخلت عن الأدب.

ليس من المرجح، بالطبع، أن هذه اليوتوبيا المروعة سوف تأتي. نهاية قصتنا ونهاية التاريخ لم تكتب بعد، ماسيأتي لاحقًا مرهون برؤيتنا وبإرادتنا. ولكن إن أردنا أن نتجنب فقر خيالنا، ونتجنب اختفاء ذلك الاستياء الثمين الذي يهذب حساسيتنا ويعلمنا التحدث ببلاغة ودقة، فيجب أن نتصرف. وبعبارة أدق، يجب أن نقرأ.

ترجمة: راضي الشمري 
مراجعة: فيصل الحبيني.


هوامش
1- هو اسم لأحياء اليهود القديمة في أوروبا، والتي كانت توصف بالعشوائية والضيق.
2- هي مسلسلات كانت تعرض على التلفاز، سميت بالصابونية لكثرة إعلانات الصابون التي كانت تتخللها.
3- هو صحافي وإعلامي فرنسي، متخصص في تقديم البرامج الثقافية في فرنسا. ويشغل حاليًا رئاسة أكاديمية الغونكور، صاحبة أرفع جائزة أدبية فرنسية.
4- رواية “كوخ العم توم”، ترجمت للعربية عن طريق منير البعلبكي.

5- يشير يوسا هنا إلى تغير قراءة الناس للأدب عبر الزمن، فتأمل!

العشاء الأخير للأسطورة العالمي في الملاكمة محمد على كلايد بعد الرحيل الأبدي.

بعد مقاوته للمرض زهاء ثلاثة عقود ونيف، استسلمت روح الأسطورة العالمي في الملاكمة محمد علي كلايد لبارئها أمس الجمعة، عن سن يناهز 74 سنة، تاركا وراءه رزنامة من الإنجازات العالمية، جعلته أيقونة راسخة في مجال الملاكمة، لن يستطيع  الزمان أن يعفو عنها بسهولة، ستبقى الذاكرة موشومة بإسم صعب حفر على صدر هذه الرياضة
ويذكر أن الاسطورة العالمي كان مصابا بمرض "بركنسون" أوما يسمى بشلل الرعاش ، استطاع أن يتعايش مع مرضه لمدة 32 سنة، وذلك بفضل عزمه وجلده وإيمانه القوي، رغم خضوع الأسطورة الراحل إلى علاجات دورية ومصاحبته لأهم الأطباء في هذا المجال، إلا أن الموت شاء إلا أن يقول كلمته الأخيرة، ويترك وراءه أيقونة لن يستطيع التاريخ أن يعيد مثله بسهولة.
  فللطبيب دواء يستطب به حتى إذل ما آن الأجل حار الطبيب وخانته العقاقير.
خ.ب.إ

بلاغ الوزارة في شأن تغيير توقيت الهواتف الذكية ل:4 يونيو 2016




تعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لكافة المترشحات والمترشحين للامتحان الجهوي الموحد للبكالوريا – دورة 2016، أنها قد أخذت علما بالتغيير المفاجئ في التوقيت الذي طال بعض الهواتف الذكية، على المستوى الوطني، ليلة الجمعة صباح السبت 4 يونيو 2016 من الساعات الأولى من صباح ذات اليوم وقد درست جميع السناريوهات الممكنة من أجل ضمان السير العادي للامتحانات المبرمجة صبيحة هذا اليوم.

ونظرا للعدد المحدود للمترشحات والمترشحين المعنيين وللانعكاسات السلبية لإجراء أي تغيير على مواعد الاختبارات، وحفاظا على حقوق جميع المترشحات والمترشحين، فقد قررت الاحتفاظ بالتوقيت المقرر سلفا على أن يتم إجراء استدراك للمترشحات والمترشحين الذي لم يتمكنوا من الالتحاق بمراكز الامتحانات في الساعة الثامنة صباحا شريطة إجرائهم للاختبار المتعلق بالمادة الثانية في التوقيت المحدد لها أي ابتداء من الساعة العاشرة صباحا.

الخميس، 2 يونيو 2016

بؤس العالم أو حينما يموت الضمير البشري وتنهارمنظومة القيم ويصمت الحق وينطق الظلم بؤسا

بــــــــــؤس العـــــــالــم

     لعل المتتبع للمشهد العربي في ظل خريف مقيت، ليدرك دون عناء شديد طبيعة الفكر العربي وبنيته المشكلة له. طموحات وأحلام شعوب تجهض، وأطفال في مقتبل العمر تقتّل، ونساء تهان، رجالات تسحل، على مرآى ومسمع العالم الأبكم والأخرس. هذا العالم الذي  لم يحركه حس الأمومة والطفولة، ولا الشعور الإنساني المشترك الذي نتقاسمه ربما مع الجميع. المشهد البؤس والمعاناة ينتج نفسه دون جديد، كأن النظريات الفكرية والتراكمات البشرية المؤطرة للفكر الثوري والنضالي والإنساني لا تتواءم والواقع المعيش، ولا أهمية لها في تربة تنطق بلسان عربي وتلبس عباءة الإسلام. حكام لا يسري عليهم قانون البشر، فهم فوق القانون، ولا تدركهم القواعد الإنسية، لا رقيب ولا حسيب. الفوضى تنتشي فرحا بانتصارها على الضمير الكوني للإنسانية بتواطؤ مع حكام الشعوب، كلما خطى الإنسان خطوة نحو إنسانيته، تدخلت بجبروتها لتعيد تشكيل نفس الوضع البئيس بمئات الاشكال، حتى أصبحت الشعوب تتمنى الموت على أن تعيش هذه المأساة، وكأني أقف على كنه وحقيقة ما قاله سوفكليس قبل آلاف السنين حين أكد على أن " عدم ولادتك قد تكون أعظم ولادة ".
      ماذا يطلب الإنسان العربي حتى يستحق كل هذا العنف؟ وهل مطلب العيش الكريم جناية في حق الوطن؟ أليس الأجدر بالحكام توجيه بنادقهم الديكتاتورية في وجه الفساد والمفسدين الذين ألفوا العيش بالمتاجرة  بدماء الفقراء؟ أم أن وجودهم ضروري لاستقرار الشعوب لأنهم يحكمون بتفويض من السماء وبمباركتها؟
      إن حق الديمقراطية حق شرعي لكل الشعوب، وما التظاهرات الحاصلة عبر العالم إلا دليل على توق الإنسان إلى التحرر والعيش الكريم على أساس الكرامة للجميع. كما إن الدماء الطليلة المخضوبة على الأجساد البريئة لن تذهب سدا، ستبقى شاهدة على تاريخ الصراع من أجل الحق، تحكي بطولات نساء ورجال وأطفال، وتبقى مرجعا محفورا في جباه الظلم، صارخا بأعلى أصوات الحق بأن لنا حق لن يزهق، ولن يطويه النسيان مهما تحايل الطغاة.
       هذه الأصوات البريئة المؤمنة الحالمة والحاملة في عروقها قضية الإنسان، لن تسمح بوفاتها أن تمنح فرصة لتحقيق الظلم والاستبداد، بل ستقف صخرة صماء لا تزحزحها المصالح الضيقة، ولا نزوات إنسان فانية. وليحكي التاريخ، وليسجل في لوائح الضمير الإنساني، صمود الإنسان الحر في المبادئ والأفكار.

        أرادوا تشويه الإنسان، ويلطخوا صورته الناصعة  بألاعيب شيطانية تعودوا على نسجها مع زبانية الباطل، لكن شجرة الحق جذورها ضاربة في العمق، لن تقتلعها معاولهم المتواطئة، ولن تطاوعهم إلى آخر الطريق، لأنها تخشى نور الحق الساطع، أو أنها على الأقل مبدئية على من يحملها في وجه الابرياء.  
خ.ب.إ

قصيدة ظل الموت

ظل الموت
أيها التابوت اللعين ارحل بعيدا
تريد روحي لأعيش كئيبا وحيدا
او تستطيع نزع المعاطيف
وأن تسهر الليل وتبيت على الرصيف
كلا أنا لا أنت ,وأنت لست أنا
أنا العالم يسكنني
أنطق الحجر والشجر
والأنهار تكلمني وتسألني
عن سر الخلود السرمدي العنيد
اذهب واترك الحياة
ترقص في الفيافي وفي الوديان
واطفئ النار التي تشب في العيدان
في القلوب الراجفة



خ.ب.إ: 

تتعب فجيج وتحاول النوم على مستقبل تشيده حكاية الذاكرة، فيراودها التاريخ عن نفسها فلا تجد بدا إلا الاستسلام له والنوم في حضنه الدافئ، كطفلة معجبة بحبيب غائب.

تصمت فجيج عن الكلام فيبوح التاريخ بأسرارها


أشياء غريبة لكنها حصلت

كيف يفكر الآخر؟ أين نحن؟؟

كيف أجتاز الامتحان بنحاح؟ رزنامة من المعطيات المفيدة للتلميذ.


إرشادات للتلميذ حول قلق الامتحان
عزيزي التلميذ ( أو التلميذة ) عندما يقترب موعد الامتحان لا بد وأن تكون مستعداً له وقد تعلمت عادات الدراسة الحسنة ومهارات الاستذكار٠٠ و مع استعدادك للامتحان قد تشعر بالخوف أو قد تنتابك بعض حالات من الخوف والقلق والتوتر النفسي ٠٠ و نحن بدورنا نقول لك بأن الامتحان ما هو إلا موقف من المواقف الكثيرة التي تتعرض لها في حياتك اليومية ٠٠ قد تراه موقفاً ضاغطاً صعباً يعيق أدائك الامتحان والذي قد يكون جيداً في الأحوال العادية من العام الدراسي ، و لكن نقول لك : بالإرادة و التصميم والعزيمة يمكن أن تجعله موقفاً إيجابياً يساعدك في تحسين مستوى تحصيلك الدراسي وتحقيق أهدافك ٠
لذلك عليك تغيير أفكارك السلبية عن الامتحان واتجاهاتك منه واستبدالها بأفكار إيجابية ٠٠


القلق أو الخوف من الامتحان هل عرفت ماهو ؟
قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية قد تمر بها ٠٠ و تصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعك للفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه ، أو للخوف من الرسوب و من ردود فعل الأهل ، أو لضعف ثقتك بنفسك ، أو لرغبتك في التفوق على الآخرين ، أو ربما لمعوقات صحية ٠٠ وهناك حد أدنى من القلق٠٠ وهو أمر طبيعي لا داع للخوف منه مطلقاً بل ينبغي عليك استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيـــل و الإنجاز وبذل الجهد و النشاط ٠٠ ليتم إرضاء حاجة قوية عندك هي حاجتك للنجـاح و التفوق و إثبات الذات وتحقيق الطموحات ٠
أما إذا كان هناك كثير من الخوف والقلق و التوتر لدرجة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة تفكيرك وأدائك ٠٠ فهذا أمر مبالغ فيه وعليك معالجته و التخلص منه ٠ وكلما بدأ العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل و اختفت أعراض المشكلة على نحو أسرع ، فالتدخل السريع و استشارة الاختصاصين في بعض الحالات الشديدة سلوك حكيم يساعد في حل مشكلتك والتخفيف من أثارها السلبية ٠٠
لكن دعنا نناقش أولاً ومن ثم نجد الحلول ٠٠

بدايةً ٠٠ ما الذي يثير خوفك من الامتحان ؟
ربما قد يحصل ذلك نتيجة  شعورك بأن الامتحان موقف صعب يتحدى إمكانياتك وقدراتك وأنك غير قادر على اجتيازه أو مواجهته٠ وتنبؤك المسبق بمستوى تقييمك من قبل الآخرين والذي قد تتوقعه ( تقديرهم السلبي لك )٠٠٠ لا تقلق لأن بإمكانك التغلب على هذا الشعور من خلال تغيير أفكارك السلبية عن الامتحان ، و اعتباره موقفاً أو محكاً تمر به للتعرف على قدراتك وإمكانياتك وخبراتك المعرفية ومهاراتك ، وأيضاً اعتباره وسيلة لمعرفة مدى ما تحققه من تقدم في مستوى تحصيلك الدراسي٠
أما أسبابك الأخرى فهي تمكن أن تكون مثلا
ـ1ـ اعتقادك أنك نسيت ما درسته وتعلمته خلال العام الدراسي٠
ـ2ـ نوعية الأسئلة و صعوبتها٠
ـ3ـ عدم الاستعداد أو التهيؤ الكافي للامتحان٠
ـ4ـ قلة الثقة بالنفس٠
ـ5ـ ضيق الوقت لامتحان المادة الواحدة٠
ـ6ـ التنافس مع أحد الزملاء٠والرغبة القوية في التفوق عليه ٠
وغير ذلك ٠٠

لنقرأ معاً
ـ1ـ إذا كنت تخاف نسيان بعض ما درسته وتعلمته فلا تقلق فهذا وهمٌ , أو حالة نسيان مؤقتة , لأن كل ما تعلمته سُجل في الذاكرة وخاصة إذا كنت قد استخدمت عادات الدراسة الحسنة ٠٠ وعند استدعاء أية معلومة درستها مسبقاً للإجابة عن سؤال تظن أنك لا تعرف الإجابة عنه فلا تقلق أيضاً لأن الذاكرة تقوم بإصدار التعليمات لليد بكتابة الإجابة الصحيحة٠
ـ2ـ أما إذا كان القلق من صعوبة الأسئلة أو نوعيتها (مقالية أو موضوعية أو غيرها ) ، فضع في ذهنك بأن الأسئلة مدروسة وموضوعة من قبل لجان مختصة مراعيةً وبشكل دائم لدى وضعها مستوى الطالب المتوسط ٠٠
ـ3ـ لا بد و أنك قد واظبت على الدوام و الحضور منذ بداية العام الدراسي و ناقشت المعلم أو المدرس في غرفة الصف ودرست كل دروسك بانتظام و قمت بكل ما يتوجب عليك من وظائف و واجبات٠٠ إذاً أنت مستعد ولديك الجاهزية للامتحان على مدار العام الدراسي كله و ليس فقط في الفترة القصيرة التي تسبق الامتحانات مباشرة ٠٠
ـ4ـ يجب أن تأخذ بعين الاعتبار بأن قلة الثقة بالنفس شعور أنت مسؤول عنه ، كما يجب أن تعرف بأنك طالب لك القدرات العقلية نفسها التي يملكها أو يتمتع بها الآخرون ٠ فالاسترسال وراء انفعالات الخوف والتشنج و التوتر وفقدان الثقة بالذات يؤثر سلباً على مستوى أدائك في الامتحان وبالتالي على تحصيلك العلمي ٠٠
ـ5ـ عليك أن تعرف أيضاً أن الوقت المخصص للامتحان كاف لقراءة الأسئلة أكثر من مرة والإجابة عنها جميعها٠
ـ6ـ يجب أن تعلم وربما تعلم أن هناك فروقاً فردية بينك وبين أقرانك الطلبة فإذا كان زميلك يتفوق في قدرة عقلية فأنت ربما تتفوق عليه أو تتميز في قدرات أو نواح أخرى٠

كيف تستعد٠٠ وكيف تؤدي الامتحان 
ـ1ـ كن مع الله يكن معك ٠٠٠٠٠ وتعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
ـ2ـ  حافظ على الصلاة دائما٠٠٠٠
ـ3ـ إعلم أن القلق و التوتر يقودانك للتشتت والنسيان والارتباك فحاول أن تجعل ثقتك بنفسك عالية ٠
ـ4ـ لا تهمل أبداً غذاءك ٠٠ وإحرص على أخذ فترات منتظمة للراحة أثناء الدراسة بغية الترويح عن النفس ، وتجديد الطاقة والنشاط ، وتحفيز الذاكرة على الاستمرار في الدراسة ، ومواصلة بذل الجهد بحماس ورغبة ٠٠
ـ5ـ انتبه جيداً وبدقة لبرنامج الامتحان و مواعيد بدء امتحان كل مادة ٠
ـ6ـ نم باكراً ليلة الامتحان ليكون ذهنك صافياً وعقلك منظماً وذاكرتك قادرة على التركيز, بعد مراجعة بسيطة للمادة التي ستؤدي الامتحان بها في اليوم الثاني٠
ـ7ـ استيقظ باكرا ًو تناول فطورك فهذا ضروري ، وإعلم أن الحرمان من الغذاء يؤثر سلباً على عمليات الحفظ والتذكر وتنظيم الأفكار ٠
ـ8ـ لا تبكر كثيراً في الذهاب إلى المدرسة أو المركز الذي ستقدم فيه امتحانك و لا تتأخر حتى لا تعرّض نفسك للتشويش والارتباك وضياع الوقت و التزم الدخول إلى قاعة الامتحان في الوقت المحدد٠
ـ9ـ لا تناقش رفاقك في المادة التي ستمتحن فيها ولا تبحث أو تستقصي عن الأسئلة المتوقعة لأن ذلك يربكك و يشوش ذهنك وأفكارك٠
ـ10ـ إقرأ ورقة الأسئلة بدقة وبتأنٍ أكثر من مرة حتى تتأكد من أنك فهمت المطلـــوب منك تماماً ولا تتسرع في الإجابة لأن المتسرع قد يغفل أو ينسى نقاطاً هامة (وهو يعرفها ) من الإجابة المطلوبة٠
ـ11ـ بعد قراءة الأسئلة إبدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة منها وإحرص أن تضع الأجزاء الرئيسية للإجابة المتكاملة في المسودة وحللها (مراعياً مسألة الوقت) من مختلف جوانبها و تأكد منها قبل نقلها إلى ورقة المبيضة , و أترك ما لا تعرفه حتى تنتهي من الإجابة عن الأسئلة التي تعرفها٠
ـ12ـ عليك أن تنتبه إلى أن الإجابات يجب أن تكون وفق صيغة كل سؤال ، فكل صيغة سؤال توحي بمضمون الإجابة وحجمها وطريقة عرضها ولا تنس مراعاة التنظيم إذا كانت الإجابة تفترض الترتيب أو التسلسل المنطقي٠
ـ13ـ لا تنس وضع رقم السؤال الذي تريد الإجابة عنه على ورقة الامتحان٠
ـ14ـ لا تقدم إجابتين مختلفتين للسؤال نفسه ظناً منك أن المصحح سيختار لك الإجابة الصحيحة ٠٠ بل إحرص على كتابة إجابة منظمة الأفكار وواضحة لكل سؤال ٠
ـ15ـ خصص لكل إجابة وقتاً محدداً وبما يناسبها حتى لا تنشغل بالإجابة عن أحد الأسئلة وتستغرق في تفصيلاتها و يضيع الوقت منك على ما تبقى من أسئلة٠تستطيع الإجابة عنها ٠
ـ16ـ أعد مرة أخرى وبتأن قراءة الأسئلة وإجاباتك عنها لتتأكد من أنك لم تترك سؤالاً دون إجابة٠
ـ17ـ حاول استغلال الوقت المخصص للامتحان كاملاً ولا تتسرع كثيراً في تسليم ورقة الامتحان قبل انتهاء الوقت المحدد فهذا غير مفيد ٠
ـ18ـ عندما تنتهي من امتحان مادة ما إبدأ بالتهيؤ الجيد للمادة التالية ٠


كيف تذاكر و تحتفظ بالمعلومات حتى يوم الإمتحان ؟
المذاكرة و الاستيعاب و النجاح و التفوق رغم التقارب فى مستويات الذكاء و لكن الفرق بين طالب و آخر
نرى العديد من الطلاب يومياً ٠٠ و بمختلف مستويات الذكاء و التفوق ٠٠ و لكن مما يسترعى الإنتباه هو وجود عدة طلاب بمستويات متقاربة من الذكاء و الإهتمام بالدراسة ٠٠و لكنك تجد أن أحدهم متفوق و الآخر يحاول دون أن يصل للمستوى الذى يريده ٠٠ فما السر ؟
السر بكل بساطة أن المتفوقين منهم قد إهتدوا إلى طريقة مكنتهم من إستغلال قدراتهم و وقتهم فى الدراسة ٠٠أما أولئك الذين يحاولون دون أن يصلون إلى ما يصبون إليه ، فتجدهم يتخبطون باحثين عن طريقة للوصول إلى الطريقة المثلى ٠٠

إذن ما الحل ؟
لابد للـ طالب من إيجاد خطوات يتبعها فى الدراسة بحيث توفر له عدة أمور مهمة مثل ٠٠
ـ1ـ الدراسة بأقصر وقت ممكن ٠٠ بمعنى توفير الوقت و إستغلاله ٠
ـ2ـ بذل أقل الجهود الممكنة ٠٠ بمعنى إستغلال الطاقة بالطرق الصحيحة ٠
ـ3ـ الإحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة ٠
و بشكل عام هناك ثلاث طرق متبعة للدراسة ، و لو أدركها الطالب لتمكن من إيجاد الطريقة المناسبة له و لموضوعه و من ثم يتحقق له ما يريد ٠٠

هذه الطرق هى 
الطريقة الكلية: و هى أن يقرأ الطالب الموضوع بشكل عام لتتضح له الفكرة العامة ثم يعيد قراءة الموضوع لإستيعاب بقية الأفكار ٠ و هذه الطريقة تفيد فى المواضيع القصيرة المترابطة الأفكار

  الطريقة الفقرية: أى تقسيم المواضيع إلى فقرات حسب ترابط الأفكار و تقبل المتعلم لهذا الترابط ٠٠ فالمتعلم هنا هو الذى يتحكم بطريقة التقسيم حسب ما يوافقه ٠٠ ثم ربط هذه الأفكار جميعها معاً ٠ و هذه الطريقة تفيد فى المواضيع الطويلة و التى تتميز بعدم تسلسل الأفكار فيها ٠

  الطريقة المختلطة: و هى الجمع بين الطريقتين السابقتين ٠٠ بحيث يأخذ المتعلم الفكرة العامة ثم يقسم الموضوع إلى فقرات ٠٠٠

ذلك ليس كل شئ ٠٠ فمازال هناك موضوع مهم فى هذا المجال ألا و هو ٠٠ توفير بيئة دراسية سليمة ٠٠ بمعنى آخر توفير الجو الدراسى المناسب ٠

توفير بيئة مناسبة فى المنزل
هناك مجموعة من القواعد و التى لابد من مراعاتها أثناء المذاكرة ، و للطالب تطويعها حسب ظروفه و إحتياجاته منها
ـ1ـ تقسيم الوقت بين المواد بوضع جدول دراسى يتقيد به المتعلم قدر المستطاع ، و يتناسب مع الجدول الدراسى
اليومى ٠
ـ2ـ عند الشعور بالتعب أخذ قسط من الراحة ٠
ـ3ـ إختيار المكان المناسب للدراسة و ذلك من حيث
أ - الاضاءة المناسبة و الابتعاد عن الخافتة ٠
ب- التهوية الجيدة للغرفة و ترتيبها ٠٠ فالترتيب يبعث الراحة ٠
ج - الإبتعاد عن المذاكرة فى غرفة النوم ٠
و إن صعب ذلك ، فأقله الإبتعاد عن السرير أثناء المذاكرة ٠
ـ4ـ الإبتعاد عن مصادر الإزعاج بكل أنواعها ٠٠ فالراحة النفسية تدفع المتعلم للدراسة ٠
ـ5ـ الإهتمام بـ الغذاء ٠
ـ6ـ أخذ القسط الكافى من النوم دون نقصان أو زيادة فكلاهما ضار ٠
ـ7ـ الصلاة و الدعاء بتثبيت المعلومات ٠


نصائح عملية من أجل النجاح في شهادة التعليم المتوسط أو البكالوريا
عزيزي التلميذ هذه جملة من النصائح التي قد تفيدك في تخطيط جيد من أجل المضي قدما في دراستك لتتوج في الأخير بالشهادة كثمرة من ثمرات العمل المتواصل
  ـ1ـ أول ما يجب أن تدركه وأنت مقبل على الشهادة أنك مقبل على إمتحان كباقي الإمتحانات التي مرت عليك من قبل فلا تتصور أنك مقبل على معركة كبيرة وأن فرص النجاح فيها قليلة٠
ـ2ـ والآن قد تخلصت من مشكلة الخوف تلك يجب أن تبني ثقة كبيرة بنفسك وفي نفسك فهي عامل أساسي للنجاح فلا بد من أن تثق في قدراتك ولا تشكك فيها ولا تفكر أبدا في الرسوب فالآن هدفك الرئيسي هو النجاح ولا غير النجاح أما فكرة الرسوب فلا تفكر أبدا فيها٠
  ـ3ـ بعد أن تشحذ الهمة وتستيقن من ثقتك في قدراتك حان الوقت الآن من أجل وضع برنامج دراسي يتوافق وقدراتك الذهنية أولا وبرنامجك الدراسي ثانيا وهنا أنصح التلاميذ بما يلي
 ـ قبل كل شيء عليك بالتوكل على الله في كل أمر حتى يسهل عليك الأمور فقبل أن تبدأ في أي عمل قل بإيمان "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" فالله المعين في كل أمر وادعوه خالصا أن يوفقك في دراستك٠
 ـ عدم إكثار المراجع الخارجية في كل مادة لأن ذلك سيحدث كما هائلا من المعلومات في كل مادة بل يجب عليك الإكتفاء بمرجعين على الأكثر في كل مادة من أجل تجنب الملل والإحباط من كثرة المعلومات والشروحات٠
 ـ تخصيص وقت للمراجعة الفردية ووقت للمراجعة الجماعية وأنصح ألا تتعدى مراجعتك الجماعية للدروس لأكثر من زميلين٠
 ـ تخصيص ساعة أو ساعتين صباحا لمواد الحفظ لأنك ستكون في أحسن قدراتك الذهنية وطاقة الإستعاب صباحا أكبر بكثير من أوقات المساء٠
 ـ تجنب السهر ليلا إلى ساعة متأخرة وأنصح أن تكون أوقات المراجعة بين الساعة الثامنة مساء ولا تتجاوز الساعة العاشرة ليلا، فالعبرة ليست في السهر الكثير بدون فائدة فإذا أحسست بالتعب فلا تكابر على عقلك لأنه لن يستوعب شيئا مهما أكثرت من المراجعة، فيجب أن تعطي جسمك قسطا من الراحة ولا تنس الدراسة صباحا أحسن بكثير من الدراسة ليلا٠

 ـ يجب عليك ألا تكثر الأكل ليلا لأن كثرة الطعام مدعاة للنوم ولعل أغلبكم لا حظ الرغبة الشديدة في النوم بعد العشاء وعند بداية المراجعة٠
 ـ تخصيص مكان للمراجعة يكون بعيدا عن سرير النوم٠
 ـ كما يجب التذكير أن النجاح هو ثمرة مجهود عام متواصل فلا تترك الدروس تتراكم عليك لأنك إن فعلت فسيتسلل الملل واليأس إليك لتدارك كل الدروس٠

حينما يسقط قناع الحق على صخرة الظلم:

حينما يسقط قناع الحق على صخرة الظلم:

اقتحم فيل أرعن الليلة البارحة المزرعة السعيدة، وفي غفلة منه داس على ذيل أرنب ضيعف فقطعه. تقدم الأرنب المسكين بشكاية على عجل، وجدوى الالم لم تبرد،  إلى ملك الغابة، بكى وتوسل وقدم الحجة والبرهان، بعد برهة جاء الرد السريع، والحكم لا شك في عدالته من سيد الغابة المهيب، والعرش المكين، بعد أن جمع مستشاريه وتداولوا في الأمر، طلب من وزيره إصدر حكمه المبجل، فجاء نص البيان على الشكل التالي:
حرصا على سلامه سكان الغابة، وضمانا لحماية الضعيف ، ولجما لجماح القوي، ونشرا لسطة وعدل سيد الغابة وعطفه وكرمه،  تقرر ما يلي:
- على الفيل الأرعن أن يحاول ما أمكن أن يقضي مآربه نهارا جهارا، وأن لا يتجول  ليلا لما يمكن أن يسببه من أذى لبعض الحيوانات الضعيفة؛
- دعوة كل الحيوانات وبخاصة الضعيفة منها أن تحتاط ما أمكن، وأن لا تتواجد في الأماكن الخطرة، وأن تنوء بنفسها عن كل ما يهدد سلامتها؛
- تنفيذ حكم قطع الذيل 
وذلك بقطع جميع ذيول الأرانب،  وهذا طبعا  لكي لا يتكرر الحادث.
= تذكير هذا الحكم جاء لإحقاق الحق ونشر العدل، وانتهى الكلام، وبه وجب الإبلاغ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صفق جميع الحضور، وأشادوا بالحكمة والتبصر اللتان يتحلى بهما الحاكم الهمام، وقدرته على نشر العدل وسرعته على رد المظالم لأهلها،  فرددوا جميعا بصوت واحد " يعيش يعيش الحاكم الهمام" يعيش يعيش العدل والأمان".